الترويح الرياضي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الترويح الرياضي

الاهتمام بعلوم وتطبيقات الترويح الرياضي
 
ا.د يحيي حسنالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

مؤسسة الخير للكل للتنمية المستدامه منظمة غير حكومية مشهورة بوزارة التضامن بالجيزة شارك معنا في مبادرات الخير

 

 الترويح والترويح من منظور الاسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نواف البحري
رائد ترويحي
رائد ترويحي



عدد الرسائل : 20
تاريخ التسجيل : 25/02/2012

الترويح والترويح من منظور الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: الترويح والترويح من منظور الاسلام   الترويح والترويح من منظور الاسلام Emptyالخميس مايو 24, 2012 10:58 am


= الترويح و الترويح من منظور الإسلام :
من المعلوم أن الدين الإسلامي الحنيف هو الدين الرباني الخاتم الذي جاء بنظام حياةٍ شاملٍ مُتكاملٍ يقوم على شريعة الله الكاملةٍ المُتكاملة الشاملة التي يقول الله تعالى في شأنها :  الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً  ( سورة المائدة : من الآية 3 ) .
ومن الطبيعي أن ما ينبثق عن شريعة الإسلام من تربيةٍ إسلاميةٍ ساميةٍ للفرد والمجتمع ، لم تترُك مجالاً من مجالات الحياة إلا بينته ، ولا جزئيةٍ من جزئياتها إلا واهتمت بها اهتمامًا متوازنًا لا إفراط فيه ولا تفريط .
وحيث إن الترويح والترويح إحدى الرغبات الفطرية والحاجات الإنسانية المركوزة في فطرة الإنسان وطبيعته البشرية ، فإنه ( أي الإنسان ) يبدأُ في التناغم معها والاستجابة لها منذ الصغر ، وغالبًا ما يزداد ميله لها عند بلوغه مرحلة الشباب التي تُعد أخصب مراحل العمر ، وأكثرها قوةً ، وحيويةً ، ونشاطًا ، وقدرةً على الإنتاج والعطاء .
وعلى الرغم من ذلك ، فإن هناك تفاوتًا واضحًا في بعض الآراء حول قضية الترويح والترويح من منظور الإسلام ، وهو ما يُشير إليه أحد الباحثين بقوله :
\" تُعاني قضية الترويح من غموض مفهومها الحقيقي الذي قرّره الإسلام ، والذي سار عليه الرسول صلى الله عليه وسلموأصحابه الكرام . وتبدو دلائل هذا الغموض في اتجاهين هامين يمكن إجمالهما فيما يلي :
= الاتجاه الأول : اتجاهٌ يرفض الترويح والمرح والمُزاح ، ويرى أنه نوعٌ من الإسفاف والعبث ، ودليلٌ على نقص الجدية ، وتبلُد الاهتمامات ، ولذا فحقُه أن يُقابل بالاستهجان والإنكار على من يُمارسه في أوقات فراغه .
وقد يكون هذا الفهم راجعًا إلى ما علق بجسد الترويح من انحرافاتٍ على مدار التاريخ ، من سمرٍ في الحانات وأوكار الفساد ، وما يُصاحب ذلك من رقصٍ وغناءٍ يُمارسه الرجال والنساء .. ولذا ظن البعض أن المرح لا يكون إلا مع الفساد .
= الاتجاه الثاني : اتجاهٌ يدور في فلك المفهوم الغربي [ المُعاصر ] للترويح ، والذي يقف عند حدود الانفعال النفسي بوسائل مُبتذلةٍ أو تجاريةٍ أو استهلاكيةٍ على حساب النمو والنُضج النفسي والروحي والثقافي . وذلك من خلال العروض الفنية السطحية المُبتذلة المرئية والمسموعة ، ومن خلال الدوريات والمجلات المصورة الرخيصة ، والفِرق الرياضية والاستعراضية الكُبرى التي تستقطب انتماء الشباب وتستأثر بحماسهم وطاقاتهم . ومن خلال طلب اللذة والمُتعة وإشباع الشهوات عن طريق الغناء المُبتذل ، والصور الخليعة ، وارتياد الأماكن المشبوهة . ( 19 : 11-12 ) [ بتصرف من الباحث ] .
والمعنى أن هناك اتجاهين مختلفين في قضية الترويح والترويح فالاتجاه الأول يُحجم عنه ويرفضه ، ولا يرى له ضرورةً في حياة الإنسان المسلم بحُجة أنه لا فائدة منه ، ولا داعي له ، وأنه مضيعةٌ للوقت ومفسدةٌ للعمر . والاتجاه الثاني مُقبل عليه ومُكثر منه ومُنجرفٌ إليه ، ويجعله همه الأكبر وشُغله الشاغل في الحياة .
ولعل هذين الاتجاهين كانا نتيجة طبيعية للغموض الواضح الذي يكتنف هذه القضية ، وغياب الرؤية الإسلامية الصحيحة حولها ؛ إذ إن \" أكثر الناس وقعوا في هذا الأمر بين طرفي الغلو والتفريط ، نظرًا لأنه أمرٌ يتصل بالشعور والوجدان ، أكثر مما يتصل بالعقل والفكر ، وما كان شأنه كذلك فهو أكثر قبولاً للتطرف والإسراف من ناحية ، في مقابل التشدُد والتزمُّت من ناحيةٍ أُخرى .
فهناك من يتصورون المجتمع الإسلامي مجتمع عبادةٍ ونُسك ، ومجتمع جدٍ وعمل ؛ فلا مجال فيه لمن يلهو ويلعب ، أو يضحك ويمرح ، أو يُغني ويطرب . لا يجوز لشفةٍ فيه أن تبتسم ، ولا لسنٍ أن يضحك ، ولا لقلبٍ أن يفرح ، ولا لبهجةٍ أن ترتسم على وجوه الناس !!
وعلى العكس من هؤلاء : الذين أطلقوا العنان لشهوات أنفسهم ، فجعلوا الحياة كُلها لهوًا ولعبًا ، وأذابوا الحواجز بين المشروع والممنوع ، ين المفروض والمرفوض ، بين الحلال والحرام ، فتراهم يدعون إلى الانحلال ، ويروجون الإباحية ، ويُشيعون الفواحش ما ظهر منها وما بطن باسم الفن أو الترويح ، ونسوا أن العبرة بالمُسميات والمضامين لا بالأسماء والعناوين ، والأمور بمقاصدها \" ( 43 : 243 - 244 ) .
والصحيح - الذي لا شك فيه - أن أصحاب كلا الاتجاهين السابقين قد جانبوا الصواب في هذا الشأن ؛ فقد دلّت النصوص الشرعية الصحيحة والصريحة على جواز الترويح والترويح إجمالاً وتفصيلاً ، وأنه أمرٌ مباح ومشروع ، وهو ما أورده أحد الباحثين الذي أكّد أن \" الإسلام لا يُعارض الترويح ، ولا يقف منه موقفًا سلبيًا ، بل يدعو إليه أحيانًا ، ويعُده مما يُتقربُ به إلى الله أحيانًا \" ( 38 : 12 ) .
ولعل أوضح دليلٍ على ذلك ما جاء في الحديث عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : \" الحلال ما أحلَّ الله في كتابه ، والحرام ما حرَّم الله في كتابه ، وما سَكت عنه فهو ممَّا عفا عنه \" ( رواه الترمذي ، الحديث رقم 1726 ، ص 402 ) .
وليس هذا فحسب ، فهناك نصوصٌ شرعيةٌ بينت أن الترويح والترويح أمرٌ مشروعٌ ، بل إنها دعت إليه وحثت عليه ، ومنها ما يلي :
( 1 ) ما جاء عن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : \" من أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض ، إدخال السرور على المسلم \" ( رواه الطبراني ، ج 11 ، ص 71 ) .
( 2 ) ما جاء في روايةٍ أُخرى عن عبد الله بن حسن بن حسن ، عن أبيه ، عن جده ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
\" إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك المسلم \" ( رواه الطبراني ، ج 3 ، ص 83 ) .
( 3 ) ما صحّ عن حنظلة الأسيدي : ( وكان من كُتّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ، أنه قال : لقيني أبو بكر ، فقال : كيف أنت يا حنظلة ؟ . قال : قلت : نافق حنظلة . قال : سبحان الله ! ما تقول ؟ . قال : قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يذكِّرُنا بالنار والجنة حتى كأنَّا رأيُ عينٍ ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ، نسينا كثيرًا . قال أبو بكر : فو الله إنا نلقى مثل هذا . فانطلقتُ أنا وأبو بكر ، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : نافق حنظلة يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" وما ذاك ؟ \" . قلت : يا رسول الله نكون عندك تُذكرنا بالجنة والنار ، حتى كأنَّا رأىُ عينٍ ، فإذا خرجنا من عندك ، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات - نسينا كثيرًا - ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
\" والذي نفسي بيده ! إن لو تدومون على ما تكونون عندي ، وفي الذِّكر ، لصافحتكم الملائكة على فرشكم ، وفي طرقكم . ولكن يا حنظلة ، ساعةٌ وساعة \" . ثلاث مرار . ( رواه مسلم ، الحديث رقم 6966 ، ص ص 1191 -1192 ) .
( 4 ) ما صحَّ عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه قال :آخى النبي صلى الله عليه وسلم ، بين سلمان وأبي الدرداء ، فزار سلمان أبا الدرداء ، فرأى أم الدرداء متبذلةً ، فقال لها : ما شأنك ؟ . قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا . فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا فقال : كل فإني صائم ، قال : ما أنا بآكلٍ حتى تأكل ، فأكل ، فلمَّا كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم . فقال : نم ، فنام . ثم ذهب يقوم ، فقال : نم . فلما كان آخر الليل قال سلمان : قم الآن . قال : فصلَّيا ، فقال له سلمان : إن لربك عليك حقًا ، ولنفسك عليك حقًا ، ولأهلك عليك حقًا ؛ فأعط كل ذي حقٍ حقه ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : \" صدق سلمان \" ( رواه البخاري ، الحديث رقم 6139 ، ص ص 1069 - 1070 ) .
( 5 ) ما صحَّ عن عبد الله بن عمرو ( رضي الله عنهما ) أنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : \" ألم أُخبر أنَّك تقوم الليل وتصوم النهار ؟ \" . قلت : إني أفعلُ ذلك . قال :
\" فإنك إذا فعلت هَجَمَتْ عينُك ( غارت وضعُف بصرُها ) ، ونَفِهَتْ ( أعيت وكلّت ) نفسُك ، وإن لنفسِك حقًا ، ولأهلك حقًا ، فصُم وأفطِر ، وقُم ونَم \" ( رواه البخاري ، الحديث رقم 1153 ، ص 184 ) .
( 6 ) ما صحَّ عن عائشة ( رضـي الله عـنها ) ، أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفرٍ ، قالت: فسابقته فسبقته على رجليَّ ، فـلـما حمـلـتُ اللحم سابقتُه فسبقني ، فقال : \" هذه بتلك السَّبقة \" ( رواه أبو داود ، الحديث رقم 2578 ، ص 391 ) .
وهنا لا بُد من الإشارة إلى أن تلك النصوص في مجموعها وإن كانت قد أشارت إلى جواز الترويح والترويح ودعت إليه وحثت عليه ؛ إلا أنها في الوقت نفسه حرصت وأكّدت على أن يكون مُعتدلاً ، فلا يزيد عن الحد المطلوب والمناسب ، وأن يكون منضبطًا بالضوابط الشرعية التي جاءت لتهذيبه وحُسن توظيفه في حياة الإنسان ، وهو ما أشار إليه أحد الباحثين بقوله :
\" فلا يُعقل أن يُحارب الإسلام الترويح ، أو يحرمه على المجتمع الإسلامي ، بل أقصى ما يفعلُه أن يهذبه ، وأن يجعله في الأُمة الإسلامية ذريعةً لتجديد النشاط ، كلما كلَ الإنسان أو ضعُف وفتر ، وهذا أمرٌ مطلوبٌ تدعو إليه الضرورة ، ويفرضه الواقع الذي لا مفر منه ، لهذا كانت نظرة الإسلام إلى الترويح نظرةً واقعيةً ، فكُل ما لا يتعارض مع القيم والسلوك والفضائل فهو مباحٌ ، وكل ما عدا ذلك فهو ممنوعٌ ومحظور \" ( 38 : 41 ) .
والمعنى أن الدين الإسلامي وهو الدين الذي يمثل نظام حياةٍ متكاملٍ للإنسان في زمن صغره وكبره ، وحين جده وهزله ، ووقت فراغه وشُغله ، قد راعى هذا الجانب الحيوي الهام ، وتعامل معه تعاملاً واعيًا يقوم على تحقيق مبدأ التوازن المطلوب بين مختلف جوانب النفس البشرية والشخصية الإنسانية بصورةٍ لا إفراط فيها ولا تفريط ، فالترفيه والترويح عن النفس من الأمور المباحة شرعًا ، والمسموح بها في حياة الإنسان المُسلم خلال مختلف مراحل عمره ، شريطة أن يكون ذلك الترويح والترويح مُنضبطًا ببعض الضوابط الشرعية العامة التي تجعل منه وسيلةً لا غاية ، وهو ما أشار إليه أحد الكتاب بقوله :
\" الإسلام دين الواقع والحياة ، يُعامل الناس على أنهم بشرٌ لهم أشواقهم القلبية ، وحظوظهم النفسية ، وطبيعتهم الإنسانية ، فلم يفترض فيهم أن يكون كل كلامهم ذكرًا ، وكل صمتهم فكرًا ، وكل تأملاتهم عبرة ، وكل فراغهم عبادة ، وإنما اعترف الإسلام بكل ما تتطلبه الفطرة البشرية من سرورٍ وفرح ، ولعبٍ ومرح ، ومُزاحٍ ومُداعبة ، بشرط أن تكون في حدود ما شرعه الله ، وفي نطاق أدب الإسلام \" ( 27 : 934 ) .
وفي هذا إشارةٌ واضحةُ إلى أن نظرة الدين الإسلامي إلى الترويح والترويح في حياة الإنسان تُعد نظرةً واقعيةً ، ولاسيما أن \" الترويح في الإسلام أمرٌ مشروعٌ ، بل ومطلوبٌ طالما أنه في إطاره الشرعي السليم المُنضبط بحدود الشرع التي لا تُخرجه عن حجمه الطبيعي في قائمة حاجات النفس البشرية ، فالإسلام دين الفطرة ، ولا يُتصور أن يتصادم مع الفطرة ، أو الغرائز البشرية في حالتها السويّة \" ( 26 : 19 ) .
ولأن تعاليم الدين الحنيف وتربيته الإسلامية السامية تحرص على رعاية شؤون المسلم ، وتحقيق مصالحه الدينية والدنيوية في كل زمانٍ وأي مكان ؛ فإنها بكمالها ، وشمولها ، وسماحتها ، ويُسرها ، لم تُهمل الجانب الترويحي والترويحي أو تغفل عنه في حياة الإنسان ؛ وإنما حرصت على رعايته والاهتمام به ، ووضع بعض الشروط والضوابط العامة والخاصة التي تكفل له تحقيق أهدافه السامية ومنافعه المنشودة ، التي تجعل منه \" وسيلةً اجتماعيةً وتربوية ، حيث يتجدد نشاط الفرد وحيويته ، كما يتم إشباع حاجاته البدنية والنفسية والعقلية والروحية ، بما يتوافق مع العقيدة السمحة ، وبما لا يطغى على أوقات العبادة أو العمل \" ( 29 : 158 ) .
= شروط وضوابط الترويح و الترويح من منظور الإسلام :
انطلاقًا من حرص الإسلام على تلبية احتياجات ومطالب الإنسان المختلفة في حياته ، فقد راعى أن عملية الترفيه والترويح إحدى الرغبات الفطرية والحاجات الإنسانية المركوزة في فطرة الإنسان وطبيعته البشرية ، إذ إنه ( أي الإنسان ) يبدأُ في التناغم معها والاستجابة لها منذ الصغر ، وغالبًا ما يزداد ميله لها عند بلوغه مرحلة الشباب التي تُعد من أهم مراحل العمر وأخصبها ، وأكثرها قوةً وحيويةً ، وأغزرها نشاطًا وقدرةً على الإنتاج والعطاء ، وهي في الوقت نفسه أكثر المراحل إقبالاً على ممارسة الأنشطة الترفيهية والترويحية والتفاعل معها ؛ وحتى لا تنحرف الأمور عما ينبغي أن تكون عليه عند ممارسة تلك الأنشطة الترفيهية والترويحية المتنوعة ، فقد اجتهد بعض عُلماء الإسلام في تحديد مجموعةٍ من الشروط والضوابط ، التي تهدف - في مجموعها - إلى أن يُحقق الترويح والترويح الدور البناء المطلوب منه في حياة الإنسان المسلم خاصةً والمجتمع المسلم عامة ، وأن تظل مُمارساته وأنشطته \" بناءةً من حيث إنها عملية سمو و رُقي لفاعلية الفرد ، وليست عملية انحطاطٍ وفساد \" ( 29 : 149 ) .
وفيما يلي إشارةٌ إلى هذه الشروط والضوابط التي يمكن تصنيفها على النحو التالي :
= أولاً / شروط و ضوابط تتعلق بالنشاط الترويحي أو الترويحي ، ومنها :
( 1 ) أن يكون النشاط الترفيهي والترويحي وسيلةً لا غايةً في ذاته ؛ إذ إن الترويح والترويح في حياة المُسلم لا يكون لمُجرد شغل وقت الفراغ ، وممارسة اللهو المجرد ، أو إضاعة العمر فيما لا نفع فيه ولا فائدة ، وإنما يكون وسيلةً أو أداةً إيجابيةً تُستعمل في الخير والصالح العام ، ويمكن من خلالها تحقيق التوازن المطلوب بين جوانب الشخصية الإنسانية ، \" وإذا تجاوز النشاط الترويحي هذا الحد ، وأصبح هدفًا وغايةً في حد ذاته ؛ فإنه يخرج من دائرة المستحب أو المُباح إلى دائرة الكراهية أو الحُرمة \" ( 35 : 90 -91 ) .
( 2 ) أن يكون النشاط خاليًا من المحرمات والمخالفات الشرعية القولية كالكذب ، والسُخرية من الآخرين أو الاستخفاف بهم ، والسب ، والشتم ، والافتراء ، والشماتة ، والغمز ، واللمز ، والغيبة ، والنميمة ، والترويع ، والتشكيك ، وما شابه ذلك من صور الأذى القولي للآخرين لقوله تعالى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ  ( سورة الحجرات : الآية رقم 11 ) .
وجاء في الحديث عن بُهز بن حكيمٍ قال : حدثني أبي عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول : \" ويلٌ للذي يُحدِّث فيكذب ليُضحِكَ به القوم ، ويلٌ له ، ويلٌ له \" ( رواه أبو داوود ، الحديث رقم 4990 ، ص 747 ) .
( 3 ) أن يكون النشاط خاليًا من المحرمات والمُخالفات الشرعية العملية كالسحر والشعوذة ، والخداع والاحتيال ، والتخويف والترويع والإفزاع ، والرقص الماجن ، والتقليد الساخر من الآخرين ، والاستماع إلى الأنغام المُحرمة والمعازف والموسيقى والتمايل معها، والتبرج أو التعري ، أو التحريش بين البهائم والطيور ، ونحو ذلك مما يشتمل على أي صورةٍ من صور الأذى الفعلي .
( 4 ) ألا يدخل في ممارسة الأنشطة الترويحية والترويحية أي نوعٍ من الأمور المحرّمة كالغش ، أو الخديعة ، أو التواطؤ ، أو التبذير والإسراف والبذخ ، أو الاختلاط بين النوعين ، أو السحر والشعوذة ونحو ذلك مما يُخل بمصداقيتها ، أو موضوعيتها ، أو ينحرف بغايتها والقصد منها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : \" من غشَّ فليس منَّا \" ( رواه الترمذي ، الحديث رقم 1315 ، ص 311 ) .
( 5 ) ألاّ يترتب على ممارسة النشاط الترويحي أو الترويحي تعريض أنفس المُشاركين فيه للمخاطر أو إلحاق الضرر بهم أو بغيرهم ، كما هو الحال في بعض الألعاب العنيفة أو الخطرة كسباقات السيارات والمُلاكمة ونحوها مما قد يترتب عليه تعريض النفس للضرر والخطر ، لأن ذلك ممنوعٌ ومنهي عنه بنص الكتاب في قوله تعالى :  وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ  ( سورة البقرة : من الآية 195 ) . ولأن الأصل في إباحة النشاط طلب المنفعة وليس جلبُ الضرر ، وقد صحَّ عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن : لا ضرر ولا ضرار \" ( رواه ابن ماجة ، الحديث رقم 2340 ، ص 400 ) .
وانطلاقًا من ذلك \" فإذا كان في النشاط الترويحي ضررٌ على مُمارسه - أيًا كان نوع الضرر - ، ولم يوجد فيه نفعٌ يفوق ذلك الضرر ؛ فإنه يحرُم على ذلك المُمارس مزاولته \" ( 35 : 24 ) .
= ثانيًا / شروط و ضوابط تتعلق بوقت النشاط الترويحي أو الترويحي ، ومنها :
( 1 ) ألاّ يكون وقت ممارسة النشاط الترويحي والترويحي مُتعارضًا مع أوقات أداء العبادات والطاعات المُحددة كالصلوات المفروضة مثلاً ، لما قد يترتب على ذلك من الإلهاء والغفلة عن أدائها أو تأخيرها ، قال تعالى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ  ( سورة المنافقون : الآية رقم 9 ) .
( 2 ) ألاّ يكون وقت ممارسة النشاط الترويحي والترويحي متعارضًا مع أوقات العمل الرسمي ، أو مع أوقات أداء الحقوق و القيام بالواجبات المتعلقة بحقوق الناس ، أو مؤثرًا على الوقت المُخصص لقضاء مصالح المسلمين ونحو ذلك لما قد يترتب على ذلك من الاعتداء على حقوق الآخرين وهو ما لا يجوز .
( 3 ) ألاّ يكون هناك مبالغةٌ في وقت النشاط الترويحي أو الترويحي ، أو إفراطٌ في ممارسته ، أو الانشغال به عن غيره من شؤون الحياة الأُخرى ومهامها ، ولاسيما أن ذلك يتنافى مع ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان المسلم في حياته من مراعاةٍ للتوازن والاعتدال والتوسط في كل شأنٍ من شؤون حياته ، \" ولأن الوقت ثـمينٌ ، فقد أدركت الأُمم جميعًا - قديمًا وحديثًا - أن الترويح لا يكون على حساب العمل ، ولذا تشترط الدراسات الحديثة للترويح أن يكون في وقت الفراغ فقط \" ( 19 : 65 ) .
= ثالثًا / شروط و ضوابط تتعلق بأدوات النشاط الترويحي أو الترويحي ، ومنها :
( 1 ) أن تكون الأدوات والآلات والخامات التي يُمارس بها النشاط الترويحي أو الترويحي مشروعةً ومباحةً في أصلها ، وأن تكون مُحققةً للمصلحة العامة للأفراد والمجتمع .
( 2 ) أن تكون الأدوات والآلات التي يُمارس بها النشاط الترويحي أو الترويحي غير محرمةٍ في أصلها أو مؤديةً إلى مُحرّم ، فقد حرّم الإسلام الخمور والمُسكرات وما في حُكمها ، وحرَّم بعض آلات الموسيقى والمزامير والمعازف وما في حُكمها ، وورد النهي عن ارتداء الملابس الفاضحة وغير الساترة للعورة سواءً للذكور أو الإناث ، وجاء النهي صريحًا في القرآن الكريم عن ألعاب القُمار والميسر واليانصيب الذي يعتمد على الحظ في كسب المال ، قال تعالى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  ( سورة المائدة : الآية رقم 90 ) .
كما أن النهي جاء صريحًا في الحديث النبوي الشريف عن اللعب بما يُسمى ( النَّرْد ) ، أو ( النردشير ) ، وهي لُعبةٌ تعتمد على اللعب بقطعةٌ مكعبة الشكل ، وعلى كل وجهٍ من وجوهها رقم من الواحد إلى الستة ، وقد تُسمى الزهر أو الطاولة ، فعن سليمان بن بُريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : \" من لعب بالنَّرْدَشِير فكأنما غمس يده في لحم خنزيرٍ ودمه \" ( رواه أبو داود ، الحديث رقم 4939 ، ص 740 ) .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : \" من لعب بالنَّرْد فقد عصى الله ورسوله \" ( رواه أبو داود ، الحديث رقم 4938 ، ص 740 ) .
( 3 ) ألاّ يتخذ في النشاط الترويحي والترويحي ما له روح - كالحيوانات الحية ، والطيور ، ونحوها - ليكون هدفًا يُرمى أو يُصوب لما في ذلك من تعذيبٍ للحيوان ، ولما جاء في ذلك من النهي النبوي الواضح الصريح ، فقد صحَّ عن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : \" لا تتخذوا شيئًا فيه الروح غرضًا \" ( رواه مسلم ، الحديث رقم 5059 ، ص 873 ) .
وجاء في الحديث عن سعيد بن جبيرٍ قال : مرَّ ابن عمر بفتيانٍ من قريش قد نصبوا طيرًا وهم يرمونه ، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئةٍ من نبلهم ، فلمَّا رأوا ابن عمر تفرقوا ، فقال ابن عمر :
\" من فعل هذا ؟ لعن الله من فعل هذا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا \" ( رواه مسلم ، الحديث رقم 5062 ، ص 873 - 874 ) .
ويتبع لذلك النهي ما قد يحصل من التحريش بين البهائم للتناطح ، أو الطيور للتناقُر ، أو ما يُعرف بمُصارعة الثيران ، ونحوها لما روي مُرسلاً عن ابن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أنه قال : \" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم \" ( رواه الترمذي ، الحديث رقم 1708 ، ص 398 ) .
= رابعًا / شروط وضوابط تتعلق بمكان النشاط الترويحي أو الترويحي ، ومنها :
( 1 ) ألاّ يكون النشاط الترويحي والترويحي في مكانٍ أو موضعٍ يترتب عليه إزعاج الآخرين سواءً كانوا مُقيمين أو عابرين ، أو مضايقتهم ، أو إيذائهم بأي نوعٍ من الأذى القولي أو الفعلي ، قال تعالى :  وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً  ( سورة الأحزاب : الآية رقم 58 ) .
( 2 ) ألاّ يترتب على النشاط الترويحي أو الترويحي إلحاق الأذى ، أو التخريب ، أو التدمير ، أو الإفساد، أو التلويث للمكان أو الموقع ، أو بما فيه من المنشآت والأدوات والمرافق ونحوها، فقد صحّ في الحديث عن عبد الله بن عمرو ( رضي الله عنهما ) ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال :
\" المُسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده \" ( رواه البخاري ، الحديث رقم 10 ، ص 5 ) .
وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية هذا الضابط تأتي انطلاقًا من كون \" أمكنة الترويح حقًّا مُشتركًا بين جميع الناس ، فمن أفسد على الناس أمكنة ترويحهم ، فقد اعتدى عليهم \" ( 25 : 25 ) .
( 3 ) أن تتم ممارسة الأنشطة الترويحية والترويحية في الأماكن المُخصصة لها ، وأن يُراعى في ذلك الالتزام بالتوجيهات الشرعية ، والآداب الفاضلة ، والأخلاق الحميدة ، إلى جانب احترام التعليمات والأنظمة المتبعة في تلك الأماكن المخصصة للأنشطة المختلفة .
= خامسًا / شروط وضوابط تتعلق بأفراد أو جماعة النشاط الترويحي أو الترويحي ، ومنها :
( 1 ) ألاّ يكون أفراد جماعة النشاط الترويحي والترويحي من رفاق السوء ، أو دعاة الرذيلة ، أو أصحاب الأهواء والانحرافات الفكرية والأخلاقية والسلوكية ، فالرفقة السيئة لها دورها السلبي وآثارها السيئة التي لا تُنكر على الفرد خاصةً ، وعلى المجتمع بعامة . وقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال : \" مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إمَّا أن يُحذِيك ، وإمَّا أن تبتاع منه ، وإمَّا أن تجد منه ريحًا طيبةً ، ونافخ الكير إمَّا أن يُحرق ثيابك ، وإمَّا أن تجد ريحًا خبيثة \" ( رواه البخاري ، الحديث رقم 5534 ، ص 984 ) .
( 3 ) أن يُراعى قدر المستطاع تحقُق \" التجانُس بين أفراد جماعة الترويح ، ويُقصد بالتجانُس هنا التجانُس العُمري والثقافي والاجتماعي والميول ..إلخ ، ففي ذلك ضمانٌ كبيرٌ لحصول الفائدة من الترويح \" ( 25 : 24 ) .
ولعل في الحديث النبوي الشريف خيرُ دليلٍ على أهمية هذا الشرط أو الضابط ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمح لبعض الجواري ممن هن في سن أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) ، بالدخول عليها واللعب معها ، وفي ذلك مُراعاةٌ واضحةٌ لأهمية التجانس العُمري في تحقيق أهداف الترويح والترويح ، فقد صحَّ عن أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) ، أنها قالت : \" كنت ألعب بالبنات ، فربما دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي الجواري ، فإذا دخل خرجن ، وإذا خرج دخلن \" ( رواه أبو داود ، الحديث رقم 4931 ، ص 739 ) .
( 4 ) ألاّ يترتب على ممارسة النشاط الترفيهي والترويحي أي شكلٍ من أشكال الاختلاط المحرَّم بين الذكور والإناث سواءً كانوا ممارسين للنشاط أو مُشاهدين له ، ولاسيما ممن هم في سن الشباب الذين يكثر وجودهم في أماكن الترويح والترويح ، \" وتلك قضيةٌ محسومةٌ َّفي المجتمع المُسلم ، فضلاً عن أن ما يُناسب الذكور من النشاطات الترويحية في الغالب لا يُناسب الإناث ، وكذا العكس \" ( 25 : 24 ) .
ولذلك فإن الواجب يفرض على المجتمع المسلم أن تكون هناك أماكن للترفيه والترويح خاصة بالذكور ، وأُخرى مستقلةٌ عنها تكون مُخصصةً للإناث لما في ذلك من منعٍ للاختلاط بينهم ، وقطعٍ لما قد يترتب عليه من الفتن والمفاسد الأخلاقية التي لا تنتهي ، ولما في ذلك الفصل من تحقيقٍ لخُصوصية المجتمع المسلم التي تُميزه عن غيره من المجتمعات الأُخرى ، وتحفظ له أصالته وعزته وكرامته .
= سادسًا / شروط وضوابط عامة :
هناك مجموعةٌ من الشروط والضوابط العامة التي لا غنى عنها وعن توافرها في كل نشاطٍ من الأنشطة الترويحية والترويحية مهما كان نوعه ومهما كان مجاله ، لأنها تكفل - بإذن الله تعالى - نجاحها وتحقق الفائدة المنشودة منها . ويأتي من أبرز هذه الشروط والضوابط العامة ، ما يلي :
( 1 ) ألاّ تكون نوعية الأنشطة قائمةً على مجرد التبعية والتقليد للآخرين فيما يُمارسونه من الأنشطة الترويحية والترويحية ، فلكل مجتمعٍ مبادئه ، ومنطلقاته ، وقيمه ، وظروفه ، وعاداته ، وتقاليده التي تفرض عليه ألاّ ينساق وراء كل نمطٍ ترفيهي وافدٍ أو مستورد ، وهنا نُشير إلى أن \" المطالبة بعدم التبعية والتقليد لا تعني عدم الاستفادة من الآخرين ، بل هي تعني فقط ضبط هذه الاستفادة ، وإخضاعها للمُراقبة والتقويم ، وهذا مما يكفل للجماعة المسلمة شخصيتها المستقلة ، ويُحافظ على خُصوصيتها الشرعية من الاستلاب أو التمييع أو التشكيك \" ( 19 : 62 ) .
( 2 ) ألاّ يؤدي الترويح والترويح إلى شيءٍ من المفاسد ، أو المعاصي ، أو ارتكاب الذنوب والمخالفات الشرعية والآثام القولية أو الفعلية ، فكُل ما يؤدي إلى الحرام فهو حرامٌ ، ودرء المفاسد مُقدّمٌ على جلب المصالح كما هو معلومٌ في الشريعة .
( 3 ) أن يكون الترويح والترويح مناسبًا للممارسين له ، وملائمًا لهم دونما إسفافٍ أو خروجٍ عن المألوف أو المعقول ، وأن يكون بمقدار حاجتهم إليه صغارًا أو كبارًا ؛ إذ إنَّ \" لكل مجموعةٍ من الناس احتياجًا في الترويح يختلف عن غيرها ، وذلك لوجود مُتغيرات وعوامل عديدة ، منها مثلاً : عامل النوع ، وعامل السن ، والعامل الاقتصادي ، والعامل البيئي ، ..إلخ . ولذا فإن من ضوابط عملية الترويح لتكون متوازنةً ومُشبعة أن تُعطى كُل مجموعةٍ ما يُناسبها من الترويح نوعًا وكمًا \" ( 19 : 62 ) .
( 4 ) أن تكون نوعية النشاطات الترويحية والترويحية متناسبةً مع الذوق العام في المجتمع المسلم ، وغير متعارضة مع ما فيه من المبادئ والقيم المألوفة ، والعادات والتقاليد والأعراف الحسنة ، و أن تكون تلك النشاطات متوافقةً مع أخلاق المجتمع وآدابه ، وهو ما أشار إليه أحد الباحثين بقوله :
\" وحيث إن المجتمع الإسلامي يمتاز بالعديد من الميزات والخصائص التي تُميزه عن غيره ، فقد \" أرسى الإسلام أُسس هذا المجتمع ، فجعل الفضائل ركنًا من أركانه ، والسلوك الحسن سمةً من سماته ، وقوة الأجسام من أهم لوازمه ، والترابط والأخوة من أعظم دعائمه \" ( 38 : 40 ) .
( 5 ) أن تحفظ الأنشطة الترويحية والترويحية للإنسان كرامته الآدمية التي خلقه الله تعالى عليها ولها ، والتي أخبر عنها سُبحانه وتعالى في قوله تعالى :  وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً  ( سورة الإسراء : الآية رقم 70 ) .
وهذا يعني ألاَّ يندفع الإنسان إلى ممارسة المناشط الترويحية والترويحية التي قد تُفقده معنى هذا التكريم الإلهي لإنسانيته ، كأن يقوم بتقليد أشكال الحيوانات والبهائم في ملبسه ومظهره ، أو أن ينساق وراء ما يعرف بالأزياء التنكرية الهزلية التي تفقد الإنسان كرامته وإنسانيته ، ونحو ذلك مما لا تقبله العقول السليمة ، ولا ترضاه النفوس الأبيّة . أو أن يرتدي البعض ملابس تحمل شعاراتٍ ، أو رموزًا ، أو صورًا ، أو عباراتٍ تتنافى مع تعاليم الإسلام وتوجيهاته ، أو تتعارض مع المبادئ والقيم والأخلاق الإسلامية الكريمة ، ونحو ذلك .
( 6 ) أن تُسند مهام الإشراف ، والمتابعة ، والريادة ، والإدارة ، والتخطيط ، في ما يخص هذه المناشط الترويحية والترويحية إلى من يوثق في دينهم وأمانتهم من أبناء المسلمين المؤهلين والأكفاء ، الذين تتوافر لهم الخبرة والدراية ، وحُسن السيرة والسلوك ، والذين يتميزون بالحماس والنشاط المُنضبط ، والرغبة في خدمة المجتمع المسلم بعامة ، والمُتخصصين في التعامل مع فئة الشباب ، وأن يكونوا ممن يؤتمن على أفراد هذه الفئة العُمرية سلوكيًا وأخلاقيًا ، وهو ما يؤكد عليه أحد الباحثين بقوله :
\" لا شك أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تخطيطًا دقيقًا لبرامج الأنشطة المُتنوعة التي يجب أن تجمع بين هدف الترويح السليم ، وبين المردود التربوي والثقافي . كما يتطلب أيضًا إشرافًا اجتماعيًا واعيًا في جميع الخطوات التنفيذية للبرامج المرسومة ، وأن يتم اختيار المُشرف القدوة الصالحة ، من حيث التزامه بالمنهج الإسلامي ، وحرصه على مُراقبة الشباب مُراقبةً صحيحةً وواعية \" ( 10 : 73 -74 ).
( 7 ) أن يُراعى في ما يتم تقديمه من الأنشطة الترويحية والترويحية في المجتمع المسلم ، - أيًا كان نوعها أو مجالها - خصوصية المجتمع المسلم الدينية والاجتماعية المُتمثلة في الالتزام بتعاليم وتوجيهات الدين الحنيف ، واحترام القيم الدينية والأخلاقية ، ومُراعاة العادات والتقاليد والأعراف الحسنة والطباع الحميدة ، التي لا بُد من مراعاتها عند وضع ما تحتاجه هذه الأنشطة من الخُطط أو البرامج أو الفعاليات ، أو عند تصميم المُنشآت والمرافق التي تُمارس فيها هذه الأنشطة - التي لا شك - أنها \" تتأثر كغيرها من الظواهر الاجتماعية الأُخرى بقيم المجتمع العقدية ، وثقافته ، ومبادئه ، وأفكاره ، وعاداته ، وتقاليده ، وغالبًا ما تكون الأنشطة الترويحية السائدة في المجتمع نابعةً منها أو مُتأثرةً بها \" ( 25 : 21 ).
( 8 ) أن يُراعى فيما يُقدم للشباب من الأنشطة الترويحية والترويحية تحقيق عنصر الاعتدال والتوازن المطلوب ، الذي لا يطغى معه الاهتمام بجانبٍ ما على غيره من الجوانب الأُخرى ، ولا يُهمل جانبٌ منها عل حساب الآخر ؛ إذ إن الفرد كُلٌ واحد ، وينبغي الحرص على تلبية مختلف متطلباته واحتياجاته التي تُسهم في مجموعها في بناء شخصيته السويَّة التي لا إفراط فيها ولا تفريط .
( 9 ) ألاّ يتجاوز الاهتمام بالجانب الترفيهي والترويحي - على وجه العموم - كونه وسيلةً أو أداةً يتم من خلالها السعي لتحقيق بعض الأهداف النبيلة والغايات المُحددة في حياة الإنسان ؛ فليس صحيحًا أبدًا الإسراف في مُمارسة الأنشطة الترويحية والترويحية المختلفة على حساب غيرها من مهام الحياة الأُخرى كأداء العبادات ، والحرص على العمل ، والانتظام في الدراسة ، والقيام بالحقوق والواجبات الحياتية المختلفة دينيةً كانت أو دنيوية .
( 10 ) أن تُعنى جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في المجتمع بالجانب الترويحي والترويحي في حياة الأفراد ، وأن تحرص على توفيره لمنسوبيها - ولاسيما الشباب - بصورةٍ تفي بمتطلباته وتُحقق أهدافه وغاياته المنشودة التي \" تضع الشباب على طريق الحق والرشاد ، وتفتح لهم آفاقًا جديدةً في مُمارسة الأنشطة النافعة ، وتصرفهم عن اللهو والعبث وارتكاب المُنكرات المُحرَّمة \" ( 10 : 27 ) .
وهو ما يمكن تحقيقه من خلال اشتراك جميع هذه المؤسسات مع بعضها في الاهتمام به ، والتخطيط له ، والإشراف عليه ، والعمل على تنفيذه سواءً على مستوى الأُسرة ، أو المؤسسات التعليمية ، أو المؤسسات الإعلامية ، أو المؤسسات الاقتصادية ، أو المؤسسات الرياضية ، أو المؤسسات الثقافية ، أو غيرها من المؤسسات المجتمعية الأُخرى .
= بعض التحديات المُعاصرة التي تواجه الشباب المُسلم في مجال الترويح والترويح عن النفس :
لا شك أن هناك العديد من التحديات المُعاصرة التي تواجه الشباب المُسلم عند ممارسته للكثير من أنواع النشاطات الترفيهية والترويحية التي تُعرف في وقتنا الحاضر ، ونعني بالتحديات مجموعة العوامل والظروف التي قد تواجه الأفراد أو الجماعات ، فتصرفهم ، أو تعوقهم ، أو تمنعهم بطريقةٍ مُباشرةٍ أو غير مباشرةٍ من مُمارسة الأنشطة الترويحية والترويحية ، أو تحقيق رغباتهم في الاستمتاع بها .
وفي هذا العصر الذي أصبح العالم فيه عبارةً عن قريةٍ كونيةٍ صغيرة ، أصبحت التحديات التي تواجه الشباب المُسلم على قدرٍ كبيرٍ جدًا من الخطورة ؛ فالفوارق الجغرافية والسياسية قد زالت ، ولم تعُد الرقابة المحلية مُجديةً كما ينبغي ، وأصبح الانفتاح على الآخر وتداول الأفكار والمعتقدات من أيسر الأمور وأسهلها ، ولاسيما من خلال ألوان الأنشطة الترويحية والترويحية ووسائلها المتعددة التي لم تترك مكانًا إلا ووصلت إليه .
ويأتي من أبرز هذه التحديات المُعاصرة ، ما يلي :
أ / كثرة مجالات الترويح والترويح في الوقت الحاضر بصورةٍ تدعو إلى العجب والدهشة ، حتى أنها أصبحت صناعةً مُستقلة في عالمنا العربي ، وأصبح لها ميزانياتها الضخمة التي تُصرف عليها لتلبية تزايد الطلب عليها . والشاب يقع في حيرةٍ من أمره وهو يرى في واقعنا طوفانًا من الغزو المُتعدد الأشكال والأنماط في هذا الشأن فلا يدري ماذا يُمارس منها ، ولا يعرف ماذا يختار وماذا يرفض ، وهو ما يُنبِّه إليه أحد الكُتَّاب بقوله :
\" وأحسب أن هذا الزمان المليء بالمغريات ، المفعم بالقلق والملل والترف بأمسّ الحاجة إلى التوسُّع في مجالات الترويح ، فالشباب صيدٌ ثـمينٌ لكلِّ مغرض ، ولأنّ الدول المتقدمة في ظاهر الحياة الدنيا ، قد أخذت قسطًا وافرًا من وسائل الترويح ، وهي وسائل قد لا تكون مباحةً في الشريعة الإسلامية ، فإنّ من واجبنا عرض ما يفد منها على ضوابط الشريعة ، فما كان منها مقبولاً أُخذ به ، وما كان محظورًا وأمكن التعديل أو التبديل لزم ذلك ، وإلاّ وجب المنع \" ( 17 : 19 ) .
ب / استهداف فئة الشباب المُسلم من خلال الممارسات والأنشطة الترفيهية والترويحية المعاصرة والوافدة التي تكاد تكون في مُعظمها غربية الأصل والمنشأ والتخطيط ، وللأسف فإن كثيرًا منها قد جُلب كما هو ، دون وعيٍ بما قد يترتب عليه من سلبياتٍ أو مفاسد أو مخاطر مُختلفة ؛ بل إنه يُطبق ويُمارس في مجتمعاتنا دون أدنى تعديلٍ أو تبديلٍ أو تغيير ، حتى أن \" المُتأمل لمظاهر الترفيه المعاصر ، والتي شاعت في البلاد الإسلامية فضلاً عن غيرها يجد أنه ازداد الطابع الأمريكي ، وازدادت ظاهرة ( أمركة ) الترويح في العالم حتى غزت المُسلمين في عُقر دارهم \" ( 23 : 21 ) .
ج / ارتباط الكثير من ألوان الأنشطة الترويحية والترويحية المُعاصرة بمعطيات التقنية الحديثة ، ووسائل الإعلام والاتصال المتطورة التي أصبحت تُشكِّل في واقعها المشاهد خطرًا كبيرًا على فكر الشباب وسلوكياتهم ، وتحديًا قائمًا لا يمكن إنكاره أو التغاضي عن تأثيراته في حياتنا المُعاصرة ، ولاشك أن تنوع وسائل الإعلام والاتصال ، وتعدُد وسائلها المرئية والمسموعة والمقروءة ، قد زاد من خطرها وأصبح من الصعوبة بمكان أن تكون هناك سيطرةٌ كاملةٌ على هذه الوسائل ، التي تعتبر \" من أخطر العوامل التي ربما تنخرُ في جدار البناء القيمي والأخلاقي للمجتمع ، لأنها ربما تُصبح وعاءً للفكر المنحرف ، والعقائد الهدّامة ، والأدب الرخيص ، والفن الماجن . وبذلك تُشكِل عقول الشباب ، وتؤثر في أذواقهم وأخلاقياتهم ، لذا فإنه يجب على ولاة أمر المُسلمين ، الإشراف على هذه الوسائل ومراقبتها وتوجيهها ، وإلاّ فإنها ستُصبح معول هدمٍ لأخلاقيات المجتمع \" ( 20 : 162 ) .
د / قلة البدائل المناسبة والمُتاحة للشباب المُسلم من البرامج والفعاليات والأنشطة ذات العلاقة بمجال الترويح والترويح داخل المجتمع الإسلامي المُعاصر ، الأمر الذي يفرض على الجميع الاهتمام بتوفيرها والعمل على إيجادها ، من خلال جهود مختلف المؤسسات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية ، التي عليها أن تجتهد غاية الاجتهاد في تقديم البدائل المناسبة والصالحة ، وأن تحرص على توافرها بشكلٍ يفي بحاجات أبناء المجتمع ، ولاسيما الشباب الذين هم في حاجةٍ ماسةٍ لها ، وأن يُراعى في تلك البرامج و المناشط أن تتفق مع المنهج الإسلامي الذي يُشبع ويفي باحتياجات الشباب ومُتطلباتهم في هذا الشأن ؛ ولاسيما أن المؤسسات التي تخدم وتُعنى بقضايا الشباب مازالت لدينا محدودة ، وإن كان كثيرًا من القائم منها لا يؤدي دوره على الوجه المطلوب ؛ فكان لا بد من إيجاد المزيد من المؤسسات التي تُعنى بهذا الجانب من حياة الشباب ، وتُقدِّم لهم الرعاية المنشودة من خلاله .
هـ / الاهتمام الزائد والمُبالغ فيه ببعض أنواع الأنشطة الترفيهية والترويحية في المجتمع المسلم على حساب غيرها من الأنشطة الأُخرى ، فالجانب ( الرياضي ) على سبيل المثال ، يحظى بجُل الاهتمام والقبول والعناية سواءً من المسؤولين دعمًا وتخطيطًا وتنفيذًا ، أو من الجماهير متابعةً واهتمامًا وتشجيعًا، وكذلك الجانب ( الفني ) الذي لا تقل درجة الاهتمام ببعض مناشطه عن سابقه ، في حين أن بقية المجالات الترويحية والترويحية الأُخرى لا تحظى - رغم أهميتها - إلا بالقليل والنادر من العناية والاهتمام ، وقد أشار إلى هذا المعنى أحد الباحثين بقوله :
\" تُمثل كرة القدم قاسمُا مشتركًا بين جميع الشباب ، وهذا نتيجةً للاهتمام الكبير بها وبمُنافساتها .. ولذا فلا بُد من التأكيد على ضرورة انضباطها شرعيًا ، وأن تتحول من الاهتمام ببعض اللاعبين إلى الاهتمام بجماهير الشباب ، وأن توضع في حجمها الطبيعي والتي بدورها توضع في حجمها الطبيعي ما بين بقية أنشطة النوادي الثقافية والاجتماعية وغيرها \" ( 19 : 169 ) [ بتصرف من الباحث ] .
و / القصور الواضح في توفير المؤسسات الترفيهية والترويحية الكفيلة بإيجاد المناخ الترفيهي والترويحي المطلوب توافره في المجتمع المسلم ، والتي تكون مُلتزمةً بالضوابط السابق ذكرها ، لسد احتياج الشباب - على وجه الخصوص - وغيرهم من أبناء المجتمع لمختلف المناشط والفعاليات الترويحية والترويحية اللازمة ، وقد أشار أحد الباحثين إلى هذا المعنى بقوله :
\" ولا شك أن من أهم واجبات الدول توفير وتهيئة الأماكن التي تُساعد الناس على الترويح ، وتهيئة وسائله بشكلٍ يدعو إلى الخير وإلى مكارم الأخلاق ، ويُحقق الترويح المشروع ، ويجلب الخير على البلاد \" ( 26 : 49 ) .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن ما سبق ليس إلا أُنموذجًا لبعض التحديات التي تواجه الشباب المسلم في مجال الترويح والترويح في وقتنا الحاضر ، وربما تكون هناك تحدياتٌ أُخرى على قدرٍ كبيرٍ من الأهمية .
= نماذج تطبيقية لأنواع الترويح والترويح المطلوبة للشباب المسلم :
للترفيه والترويح الكثير من ألوان الأنشطة التي تعمل على إشباع مُعظم الحاجات والرغبات والمتطلبات والميول عند الإنسان ، وهي متعددة الأشكال والأنواع ، الأمر الذي يصعب معه حصرها في تقسيمٍ أو تصنيفٍ محدّدٍ يمكن الاتفاق عليه بين المهتمين بشأنها ؛ فهناك من يُقسمها تبعًا لنوعية النشاط الذي تتم مُمارسته ، وهناك من يكون تقسيمه لها على أساس نوعية المُشاركين في النشاط ، في حين أن هناك من يصنف الأنشطة الترفيهية والترويحية تبعًا للمؤسسة المجتمعية التي تقوم بتنفيذها والإشراف عليها ، كما أن هناك من يُصنفها تبعًا لعدد المُشاركين فيها إلى فرديةٍ أو جماعية ، وهكذا تتعدد التقسيمات وتتنوع التصنيفات ، إلا أنني سأعتمد في عرض النماذج التطبيقية لأنواع الترويح والترويح على أساس نوعية النشاط الذي يُمارسه الشباب ، والذي سيكون على النحو التالي :
= النوع الأول / أنشطة ترفيهية وترويحية في المجال الثقافي : ويشمل هذا النوع ألوانًا من النشاطات المختلفة ذات العلاقة بالجوانب الثقافية العامة ، والجوانب الأدبية واللغوية ، والجوانب المعرفية و المعلوماتية ، \" ويهدف إلى إكساب مُمارسيه المعارف والمعلومات \" ( 9 : 46 ) .
ويمتاز هذا النوع بأن أنشطته كثيرةٌ ومتنوعة ، وتهدف إلى \" تزويد الشباب بقدرٍ كبيرٍ من الوعي ، وحُسن تقدير الظروف لإيجاد جيلٍ من الشباب المُثقف المرتبط بالأحداث الجارية ، والتغيُرات الحادثة في المجتمع \" ( 31 : 101 -102 ) .
جديرٌ بالذكر أنه يمكن لهذه الأنشطة أن تؤدي دورًا ترويحيًا إلى جانب دورها الثقافي في حياة الشباب . كما أنها يمكن أن تُمارس في أماكن مختلفة وبيئاتٍ كثيرة سواءً كانت هذه المُمارسة مقصودةً أو غير مقصودة .
ومن أمثلة الأنشطة الترويحية والترويحية للشباب في المجال الثقافي ، ما يلي :
1- حضور المحاضرات الثقافية والندوات العامة وحلقات النقاش والمشاركة فيها بالتعليقات أو المداخلات أو الأسئلة .
2- المشاركة في المُسابقات الثقافية والأدبية التي تهتم بمختلف الفنون الإبداعية كنظم الشعر ، وكتابة القصة والرواية ، وكتابة المقالة .
3- كتابة الأبحاث والدراسات المتعلقة بخدمة المجتمع ومناقشة قضاياه ومُشكلاته ، واقتراح الحلول المناسبة لها .
4- المشاركة بالكتابة في المطبوعات والمجلات والدوريِّات الثقافية ، والكتابة في الصحف الحائطية ، والإصدارات المدرسية المتنوعة ، والعمل على الإسهام في إصدارها والإشراف على مادتها المنشورة .
5- ممارسة القراءة الحُرة ، وشغل وقتٍ مُحددٍ يوميًا للقراءة والاطلاع والتثقيف الذاتي .
6- إعداد وتقديم بعض البرامج الإذاعية والتلفزيونية ، والعمل على المشاركة في حواراتها ومناقشة موضوعاتها .
7- ارتياد المكتبات العامة أو الخاصة ، والحرص على الإفادة من مقتنياتها ، والاطلاع على محتوياتها، ومتابعة الإصدارات المختلفة في شتى المجالات الثقافية والمعرفية .
8- التدرب على بعض المهارات الشخصية التي تخدم الجانب الثقافي كالإلقاء ، والحديث المُرتجل ، وفن التقديم ، وإدارة الحوار ، ونحو ذلك .
أما الكيفية التي يمكن من خلالها تطبيق هذه الأنشطة الترويحية والترويحية وغيرها في المجال الثقافي ، فتتمثل في التوسع في إنشاء الأندية الثقافية في المدن الكبرى ، وإنشاء المراكز الثقافية في المدن الصغرى لتتولى هذه النوادي والمراكز المزودة بالمكتبات والمسارح وقاعات المحاضرات وما في حُكمها تقديم الخدمات اللازمة للشباب ، والعمل على تلبية حاجات الشباب الثقافية والفكرية والأدبية من خلال عنايتها بالأنشطة المتنوعة التي \" تُمكِّن الشباب من أن يُمضوا الكثير من الأوقات فيها ، بحيث توفر لهم العلم والمعرفة والاطلاع الحُر في جوٍ بعيدٍ عن قيود المدرسة . ولا شك أن هذه الأندية ستكون نواةً لاكتشاف مواهب الشباب وصقلها \" ( 13 : 67 ) .
كما أن من الضروري الاهتمام بافتتاح المكتبات العامة في كل مدينةٍ وقرية ، والعناية بأبناء المجتمع ولاسيما الشباب من خلال تشجيعهم على القراءة والاطلاع ، وإتاحة الفرصة لهم لتنمية وعيهم ، وزيادة رصيدهم الثقافي والمعرفي ، والحرص على تنظيم المسابقات الثقافية لهم ، وتقديم ما يمكن من الخدمات المختلفة في الجوانب الثقافية والمعرفية .
= النوع الثاني / أنشطة ترفيهية وترويحية في المجال الرياضي : ويشمل هذا النوع ألوانًا من النشاطات والألعاب و الرياضات المختلفة ذات العلاقة بالجانب الرياضي ، الذي يُعنى بإكساب مُمارسيه النمو الجسمي الصحيح ، والتعود على مبدأ التنافس الشريف بين اللاعبين . وتُعد الأنشطة الرياضية \" من أهم الأنشطة التي تجذب الشباب إليها ، حيث إنها تُعتبر مُتنفسًا للطاقة الجسمية والحركية ، وتُساعدهم على اكتساب الرياضة البدنية ، وتُخلصهم من كثيرٍ من الاضطرابات النفسية \" ( 34 : 123 ) .
ويأتي من أمثلة الأنشطة الترويحية والترويحية للشباب في المجال الرياضي ، ما يلي :
1- ممارسة الرياضات الفردية كالمشي العادي ، والجري ، والهرولة ، وألعاب القوى ، والسباحة ، والرماية ، وألعاب الجمباز ، وبرامج اللياقة البدنية ، ونحوها .
2- ممارسة الرياضات الجماعية مثل : كرة القدم ، والكرة الطائرة ، وكرة السلة ، وكرة اليد ، وكرة المضرب ، ومسابقات اختراق الضاحية ، والتنس ، والمصارعة ، والبلياردو .
3- ممارسة الرياضات المائية مثل : السباحة ، والغطس ، والتجديف ، وكرة الماء ، والتزلج على الماء .
4- ممارسة الرياضات الخلوية مثل : ركوب الخيل ، وركوب الدرجات الهوائية ، والدرجات النارية ، وتسلق الجبال .
5- ممارسة رياضات الدفاع عن النفس مثل :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حذيفه مشهور
خبير ترويحي
خبير ترويحي



عدد الرسائل : 74
تاريخ التسجيل : 12/11/2012

الترويح والترويح من منظور الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الترويح والترويح من منظور الاسلام   الترويح والترويح من منظور الاسلام Emptyالخميس ديسمبر 27, 2012 11:23 pm

الله يعطيك العافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الترويح والترويح من منظور الاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الترويح عن النفس في الاسلام
» الترويح فى الاسلام
» من مفاهيم الترويح الرياضي في الاسلام
» الترويح في الاسلام
» الترويح من وجه نظر الاسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الترويح الرياضي :: المقررات العلمية لطلاب الترويح الرياضي :: مقررات الترويح الرياضي العامة-
انتقل الى: